الثلاثاء، ٢٩ أبريل ٢٠٠٨

والي الله ترجع الامور

ان حقيقة الاشياء ليست قائمة بذاتها وانما هي مخلوقة ولا يوجد شيء واجب الوجود او قائم بذاته الا الله فكل شيئ مخلوق الظاهر والباطن والكنه والماهية ولا يوجد شيء يستند الي اخر وانما الكل يستند الا الله كما قال الله (والي الله ترجع الامور البقرة) (واليه يرجع الامر كله)

اي ان الامر لا يعود الي حقيقته وانما يعود الي خالقه ولا ننكر ان وراءه شيء ولكن هذا الشيء يتزامن معه فقط وهو ايضا يعود الي خالقه ولمن قال بان الاشياء لها كنه تقوم به فقد قال بان شيء يقوم بذاته ولا يقوم بذاته الا اله ولهذا فقد جهل ولا نقول قد اشرك لان الاشراك اصلا امر غير منطقي وليس فقط مجرد شيء خاطيء فمن قال ان هناك اله فمن غير المنطقي ان يقول ان هناك غيره لان كلمة اله تعني انه لا اله غيره ولذلك قولنا (وحده لا شريك له بعد قول لا اله الا الله انما هي تاكيد وليس اتيان بمعني جديد) ذلك لان الاله هو الاول والقائم بذاته وكل ما عداه قائم به

ولذلك من عرف الله لا يسال كيف ولامتي ولا اين ولا مما لانه لا كيف ولا متي ولا اين ولا مما فالكل قائم بالله فقط

فمثلا هل يستطيع اي انسان ان يفسر لنا كنه الجمال وكيف عرف الانسان الجميل من القبيح وباي شيء عرفه

الحقيقة انه لاشيء مطلق فالشيء اذا قلنا انه جميل فيكون الشيء مخلوق والشعور بجماله مخلوق وما استشعرت به الجمال مخلوق وحين نقول ان هذا الجمال نسبي نقصد ان كلمة نسب تعني ارتباط فهو منسوب ومرتبط بشعور معين بالجمال حين ادراكه وقد يختفي هذا الشعور اذا اراد الله مع بقاء الشيء كما هو وكذلك كل شعور فقد قال الله عن موسي (والقيت عليك محبة مني)اي ان الشعور الذي شعر به فرعون من المحبة لموسي لم يكن علي غرار المالوف للمدرك فلم يكن موسي علي درجة من الجمال كطفل صغير تجذب حبه للناس وانما كما قلنا هي غير مرتبطة بالمدرك وانما مرتبطة برب المدرك وحتي ان ربط شعور معين بمدرك معين لفترة كبيرة فلا يعني هذا طلاقة المدرك في التاثير بشعور ما وانما هي ارادة الله

وينطبق هذا علي كل الاسباب والمسببات فالاشياء تحدث مع المسببات لا بها

وكما روي الله لنا قصة الذي مر علي قرية وهي خاوية علي عروشها فقال الله (فانظر الي طعامك وشرابك لم يتسنه)

وقال (وانظر الي حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الي العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما)

ففي نفس المكان لبث الحمار مائة عام ولبث الطعام بعض يوم

فلا شيء مرده الي شيء وانما الكل مرده الي الله

فالطعام لا يشبع والنار لا تحرق والماء لا يروي وانما الطعام مخلوق والشبع مخلوق وقد جعلهما الله متلازمين

ولكنها ليست قاعدة

وهذا هو التوحيد ان لا تتعلق بشيء او تظن ان شيء من وراءه شيء ولكن وراء الاشياء رب الاشياء

الله سبحانه وتعالي




هناك ١٣ تعليقًا:

شهيدة يقول...

تدوينه قويه جدا

الله هو الاول والاخر .. صدق الله العظيم

اسلوب رائع في توجيه المعلومه مع ان الموضوع قوي فالاسلوب خفف عن القراء وفهم الموضوع غدا سلسلا


جزيت الخير

واحد من زمن الرسالات يقول...

اشكرك يا شهيدة علي هذا الراي الذي اعتز به كثيرا ولا يقدر مثل تلك الكلمات الا من كان عنده فضل علم بها

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

السلام عليكم اخيسبحان الله الذي خلق فسوى
تدوينة قوية فعلا بارك الله فيك
نورتنا في الهدى ائتنا ونتمنى زيارتك تواصلك فيها فهي عدة اقسام ونحن فيها فريق عمل
وجزاك الله خيرا على وضع رابط لها لديك
تحياتي

واحد من زمن الرسالات يقول...

الي الهدي ائتنا
اشكرك علي زيارتك الاولي للمدونة وعلي رايك الجميل في هذا الموضوع
ان شاء الله يستمر التواصل بيننا

الباحث عن الحقيقة يقول...

اولو بقية من عبق النبوة يحملون الرسالة مااستطاعوا ولكنهم في ذلك الزمان غرباء لانهم في الاصل من زمن الرسالات
............
أصلحك الله

واحد من زمن الرسالات يقول...

الباحث عن الحقيقةاهلا بك في زيارتك الاولي
اصلحنا الله واياك وجعلنا من الغرباء

السـيد شبـل يقول...

موضوع مفيد ومحترم

تمنياتى لك بالتوفيق

واحد من زمن الرسالات يقول...

السيد شبل
شكرا علي اهتمامك بقراءة الموضوع

غير معرف يقول...

السلام عليكم

أصل الايمان هو التسليم وعدم اعمال العقل فى الغيبات لأن اعمال العقل فى الغيبات يبطل الايمان وآفة أصحاب العقول والألسنة هو الغرور بعقلهم فيبدأون بالبحث والتنقيب فى الغيبات ومناقشتها ولأن عقلهم البشرى المحدود مهما كانت نسبة ذكائهم فهو يقف عن الحد الفاصل بين ادراك العقل البشرى وبين غاية الله وقدرة الله فى هذه الغيبات فيحدث هذا التصادم فاما يشت العقل وتأبى النفس البشرية الهزيمة فتعلن عن الحادها أو تعود الى رشدها وتعقل أن لا طاقة لها بما سعت لاكتشافه وتحليله وتؤكد ايمانها وتسليمها لله فعل هذا الدكتور مصطفى محود وعاد الايمان وفعلته نوال السعداوى وغيرها وما زالوا يناطحون عقولهم وغرورهم فضلوا
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على الايمان وعلى طاعتك ,,اللهم آمين

تحياتى وتقديرى الشديد لما تطرحه من مواضيع هامة والى لقاء قريب فى موضوع جديد لك ,,جزاك الله كل خير

واحد من زمن الرسالات يقول...

مجداوية
من بين سطور من يكتب استطيع ان استشف هويته الثقافية وعلي هذا الاساس يكون ردي
ان اعمال العقل له ثلاثة مواطن الاول في ايمان القمة وهو الايمان بالله فاذا امنت به صدقته الثاني في التاكد من ان مايقوله الله من غيبيات هو فعلا منسوب اليه اي اتاكد اقال الله هذا ام لا فاذا تاكدت سلمت بما قال الثالث هو التفكر في خلق الله وهو كل ماسوي الذات والصفات والافعال (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله)
اما من تفكر في شيء فلم يستطع ان يدركه وتيقن قصور عقله في ادراكه فقد ادركه كما قال صاحب الحكمة الامام علي (والعجز عن درك الادراك ادراك)
العقل لا يستطيع ادراك الماهيات والبواطن وانما يدرك الكليات والظواهر
وفي ذلك قال اينشتين ان الحقيقة وهم ثابت وان القوانين تقل ثباتها كلما اقتربت من الواقع ويزيد كلما ابتعدت عنه

واحد من زمن الرسالات يقول...

مجداوية
نسيت ان اشكرك علي هذا الراي الجميل في هذا الموضوع

غير معرف يقول...

الى الامام يابشمهندس والى اللقاء
فى موضوعات جديدة
محمد منصور

واحد من زمن الرسالات يقول...

شكرا يا بشمهندس محمد علي التعليق الجميل ده